شاهد إثبات وقائع تعذيب الإخوان للمواطنين بـ"التحرير" يحكى القصة..البلتاجى كان يتعمد دهسه بقدميه وصعقة بالكهرباء فى الأماكن الحساسة وفاروق قام بتجريده من ملابسه وانهال عليه ضربا وحرقه بالنار
تصوير - ماهر إسكندر
تحقيق: عبير عبدالمجيد
فجر شاهد الإثبات فى قضية تعذيب الإخوان للمواطن أسامة كمال بميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير والمحالة للمحاكمة فى 15 إبريل القادم والمتهم فيها القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، وصفوت حجازى، والقيادى الإخوانى حازم فاروق عدة مفاجآت.
وحكى الشاهد وقائع التعذيب والتنكيل بالمواطنين داخل ما يسمى بغرفة قيادة الثورة والتى قام بتصويرها بالفيديو وبثها على مواقع اليوتيوب والتى كشفت تعذيب أسامة كمال بأبشع الصور من خلال صعقه بالكهرباء فى أماكن حساسة بالجسد، وحرق جسده وصعقه بالكهرباء، حيث بدأت أقوال شاهد الإثباث فى القضية بترتيب الأحداث منذ منتصف يوم الخميس 3 فبراير 2011
قائلا إنه شاهد فى هذه الليلة صفوت حجازى يقترب من محمد البلتاجى ومحسن راضى اللذين كانا منهمكين فى متابعه قناة الجزيرة، وبعد خمس دقائق ارتفع صوت البلتاجى مناديا على أحد الشباب ويدعى أبوغزالة قائلا تعالى هنا، وهمس الإخوان الثلاثة فى أذن أبوغزالة لمدة خمس دقائق ثم ارتفع صوت البلتاجى قائلا يلا بسرعة
فقام أبوغزالة ونادى على اثنين من الإخوان، لينطلق الثلاثة خارج الغرفة وليلحق بهم سبعة أو ثمانية من عناصر الإخوان.
وفى تلك اللحظة قال لى البلتاجى -للشاهد- شكلك تعبان على الآخر روح ارتاح شوية واحضر غدا، وقبل أن أنطق جاء محسن راضى من خلفى قائلا روح قبل ما تطب ساكت، فقلت أنا متعود على كده شوية شاى تقيلة وحابقى تمام ثم خرجت من الغرفة محاولا متابعة أبوغزالة ورفاقه لمعرفة طبيعة المهمة إلا أنهم اختفوا وسط الزحام.
وبعد لحظات بدأت بعض الاشتباكات والمشادات تحدث بين بعض شباب الثورة وشباب الإخوان وعاد أبوغزالة ورجاله حاملين شخصا مضرجا فى دمائه وجمعيهم يصرخون مصاب يا إخوة مصاب، وتعالت أصوات من بعض الشباب المتواجدين تقول إن الإخوان هم من ضربوه وما إن نطق أحدهم بذلك انطلق إليهم مجموعة من شباب الإخوان لتتحول المنطقة لساحة نزاع بين شباب الثورة وشباب الإخوان.
ويتابع الشاهد عدت إلى غرفة قيادة الثورة التى تم حمل المصاب إليها لأجد أحد شباب الثورة يقول إن الإخوان ضربوه فيرد عليه أحد شباب الإخوان إخوان مين ده ضابط أمن دولة قبضنا عليه وهو يستل مسدسه ويحاول إطلاق النار على المتظاهرين، فترد مجموعة أخرى من شباب الثورة قائلين كذب كذب لقد ضربه الإخوان بدون سبب وتعالت الأصوات داخل الغرفة وكان أحد الشباب يبكيه بحرقة قائلا أريد أن أطمئن عليه، لماذا فعلتم به هكذا فتحججت بعض قيادات الإخوان بالزحام وقامت بإخراج الناس من الغرفة، وطلبوا منهم الهدوء والمعاونة وخرج معهم شباب من الإخوان مرددين عبارة واحدة، قبضنا على ضابط أمن دولة، وما إن خرجوا إلا وعادوا بعد دقائق وهم يقودون مجموعة من الصحفيين والإعلاميين بعدساتهم لإيصال صورة القبض على ضابط لأمن الدولة، ثم اتجه صفوت حجازى ناحية المنصة التى كانت لا تبعد سوى خطوات قليلة عن غرفة العمليات، ليعلن على جموع الثوار أنهم نجحوا فى القبض على رائد أمن دولة.
ويكمل الشاهد فى هذه الأثناء كان بعض الصحفيين يلتفون حول الأسير بعد أن فاق من غيبوبته فى حين كان الثلاثى صفوت حجازى والبلتاجى وحازم فاروق غارقين فى حديث سرى، ثم ذهبت إليهم وسألتهم هل تأكدتم إنه ضابط أمن دولة فقالوا إن بطاقته أخذت منه عنوة وهى فى الطريق فذهبت إلى الأسير وسألته عن وظيفته فقال أنا مصرى فسألته عن سبب مجيئه إلى ميدان التحرير فقال جئت مثلكم من أجل مصر وأضاف أنا برىء وباشتغل محامى.
فحاولت إقناع حازم فاروق ببراءته فرد عليا بعصبيه: هل صدقته
فسألته: هل تأكدتم أنه ضابط أمن دولة.
فقال فاروق: أنا أعرفه شخصيا.. إصبر وسترى كل شىء على حقيقته
ثم صفق فاروق فى إشارة تنبيهية طالبا من جميع الصحفيين الخروج.
وبمجرد أن أغلق باب الغرفة توجه حازم فاروق إلى الأسير وقاله هتقول الحقيقة ولا هتتعبنا معاك، فرد الأسير: إيه الحقيقة أنا محامى ولست ضابطا دعهم يحضرون بطاقتى لنعرف.
وهنا رجع حازم فاروق للخلف وأشار لأبوغزالة وشاب آخر من الإخوان اللذين اتجها تجاه الأسير وانهالوا عليه باللكمات والركلات حتى علا صراخه واستمروا فى ضربه لفترة طويلة.
ثم عاد حازم فاروق مرة أخرى للضحية وفى يديه قضيب خشبى وهو يكرر عليه نفس السؤال فرد فى إعياء شديد أنا لست ضابطا أنا برىء فيرفع فاروق القضيب وينزل به على وجهه الأسير ليصيب جبهته وتتدفق منها الدماء بغزارة.
وبعد وصلة من التعذيب أصبحت حالة الأسير سيئة جدا وفى حالة اشبه بصدمة عصبية أفقدته القدرة على الكلام فقام فاروق بتجريده من ملابسه ثم قاموا باستدعاء الصحفيين للمرة الثانية واتفقوا معهم على عدم التقاط صورة فيديو وعليهم الاكتفاء بالفوتوغرافيا فقط.
ويضيف الشاهد ذهبت إلى البلتاجى بعد أن أدركت أن الحديث مع فاروق بدون فائدة وقلت له: هذا الرجل برىء
فقال بعصبية: هذا مجرم كفاية إنه من أمن الدولة
فقلت له نسلمه للجيش وهو يتصرف معاه
فقال بإصرار لن نسلمه قبل أن يقر ويعترف
وهنا بدأت تلوح ملامح الصدام مع البلتاجى بسبب ردود أفعاله المتعجرفة
فحاولت إقصاءه عن ذلك بلغة العقل، قائلا يجب تسليمه فورا للجيش نحن لسنا سلطة تحقيق لا نريد أن نلطخ ثورتنا بالدماء
فقال: انت لم تذق ما ذقناه من بطش وظلم على أيدى ضباط أمن الدولة
فقلت له: مهما يكن لا تسيروا على نفس الطريقة
فقال: اطمئن لن نفعل به إلا ما تمليه علينا ضمائرنا وديننا
ويتابع فى اليوم التالى قام حازم فاروق بتوثيق أيدى وأقدام الأسير عن طريق حبال بلاستيكية، كانوا قد أتوا بها فى لفافات منذ يوم 3 فبراير مما يوحى أن عمليات التعذيب والاستنطاق كانت معدة سلفا، ثم أدخلوا الكاميرات فى هذه المرة وهم يسقون الأسير العصائر والمياه ليظهروا أنهم يتعاملون برفق مع أسيرهم
وهنا قررت توثيق ما يحدث ليكون شاهدا على الثورة، فقمت بالتقاط مشاهد فيديو للتعذيب والاحتفاظ بها فى غفلة من الإخوان
وبدأت رحلة الاستنطاق أمام الكاميرات بشكل يهدف إلى إظهار جزء من الحقيقة حيث يوجه حازم فاروق أسئلته لأسيره
بتشتغل فى الجهاز من إمتى
وقبل إن يرد يقول له: إنت مين إداك أوامر بقتل الثوار
إنت دفعة كام
أما أسامة فقد كان يتألم ويستغيث ويطلب فك وثاقه وفى هذه اللحظة يبدو أن فاروق قد استبد به الغضب والحنق على أسيره فقام بإخراج الكاميرات من المكان ثم أدخل يده فى سروال أسامة وضغط بقوه على ذكورته فانفجر أسامة باكيا وصارخا ولم يشفع ذلك له بل ازداد فاروق فى التنكيل بذكورته فتبارى فاروق ومعاونوه فى الضغط على هذه المنطقة الحساسة فالكل يمسك ويضغط ويركل فى نفس المكان حتى فقد الوعى للمرة الثانية
وبعد فترة من تعذيب أسامة واستنطاقه بدأت الغرفة يدخلها مجموعة أخرى من الأبرياء الذين شكوا أيضا فى وجودهم فى الميدان وبدأوا يمارسون عليهم نفس أساليب التعذيب والذين دخلوا إلى غرفة قيادة الثورة فى زفه إعلامية
ثم أمر البلتاجى من معه بإلباس أسامة قميصا مقطعا ومكتوبا عليه أمن دولة ثم رفعه من على الأرضى ووضعه على الأريكة بعد تعذيبه بالركل والضرب من حازم فاروق وأتباعه
فى هذا التوقيت خرج حازم فاروق إلى خارج الغرفة لالتقاط أنفاسه من المجهود الكبير الذى بذله فى التعذيب فى حين أمر البلتاجى بإحضار أسامة بعد تعصيب عينيه وكان يجلس وقتها على طاولة فى زاوية الغرفة مع محسن راضى وجاءوا بأسامة معصوب العينين ليوضع بين قدمى البلتاجى وفى هذه المرحلة تم حرمان أسامة من معرفه عذابه ومعذبيه
فقال البلتاجى وهو يقوم بدهس وجهه بحذائه: مش هتتكلم بقا يا جميل أنا غير كل دول
0 التعليقات :
إرسال تعليق