الأهلاوي المثالي على طريقة "الأم" فيفي عبده!
تعودت
دائماً في الفترة الأخيرة أن أصاب يومياً بالدهشة والتعجب، ما من يوم يمر
علينا في مصر إلا وفيه حدث جديد وغريب، حدث يجعلك عندما تشاهده أو تقرأ
أخباره تضرب كفاً على كف،اليوم العادي للمواطن المصري أصبح ملغماً ودسماً،
فالمفاجأت أصبحت كالأشياء العادية وبالتحديد منذ اندلاع ثورة 25 يناير,
ولكن اليوم كانت الدهشة مركبة،تعجب مزدوج من حدثين في مجالين الأول كروي من
الدرجة الأولى والثاني فني إجتماعي راقص.
منذ الصغر وأنا أسمع الكثير من
العبارات عن مبادئ النادي الأهلي وصرامته في التعامل ومواقف رجال في العديد
من الأحداث التاريخية، فكم من مرات ضرب الأحمر النموذج والقدوة في
التعامل، فالأهلي كما يقول أنصاره ورجال إعلامه وجماهيره فوق الجميع، من
يتطاول يُعاقب على قدر التطاول، من يخطئ يُحاسب على قدر الخطأ، كم من نجوم
صنعت تاريخاً وأحرزت بطولات ولكن كان مصيرها العقاب، فالتاريخ شاهد عيان
على تلك الأسماء والمواقف التي كان بطل معظمها الراحل صالح سليم.
ولكن جاء اليوم الذي شهد فيه
النادي لاعباً يسب ويلعن ويضرب زميله في التدريب أمام مرأى ومسمع الجهاز
الفني دون أن يحرك أحد ساكناً، جاء اليوم الذي يطيح فيه عبد الله السعيد
بزميله أحمد شديد قناوي وفي قائد الأهلي وائل جمعة دون أن يجد من يردعه أو
يقول له عيب، ماذا لو كان هذا الحدث في أيام صالح سليم أو ثابت البطل أو
حتى مانويل جوزيه وحسام البدري!، بالتأكيد كان الموقف والعقاب سيكون
مختلفاً، سيكون هذا اللاعب المتجاوز الذي لم يقدم شيئاً للأهلي خارج أسوار
النادي.
الجهاز الفني الضعيف فنياً
وإداريا،ً أعلن أن اللاعب تم معاقبته مادياً بمبلغ 50ألف جنيه، يا سلام علي
القرارات "الحمشة"، اللاعب يُعاقب "كده وكده" وفي النهاية وبعد ساعات يكون
أساسياً في تشكيل الفريق أمام الداخلية، بالتأكيد هذا كابوس لكل من يعرف
مبادئ الأهلي التي تجزأت على يد هؤلاء الضعفاء أصحاب الأيادي المرتشعة،
هؤلاء الذين كافأوا لاعباً متجاوزاً "قليل الأدب" بإرتداء قميص الأهلي وكأن
السعيد فوق الجميع والسبب أن الأهلي يُدلل اللاعب من أجل التجديد.
ما حدث من عبد الله السعيد سقطة
أخلاقية له ولمن سمح بأن يُشارك هذا اللاعب في مباراة الفريق أمام
الداخلية، فالسعيد بذلك الواقعة كتب شهادة رحيله عن الأهلي بلا عودة، فما
فعله أشد بكثير مما فعله أحمد عبد الظاهر.
دهشتي بموقف السعيد لم تقل
كثيراً بخبر تتويج الراقصة الشهيرة "فيفي عبده" بلقب الأم المثالية من أحد
النوادي المصرية، وعلى الفور تذكرت الإفيه الشهير " تباتي وتسهري وتهزي
وتسكري"، فالأهلي بالظبط منح اللاعب الشهادة المثالية مثلما حصلت عليها
الراقصة تماماً، بمشاركته في المباراة والبقاء مع الفريق وضرب المبادئ عرض
الحائط.
المبادئ لا تتجزأ يا سادة.. فالأمم الأخلاق ما بقيت وبهذا الوضع فعلى البلد السلام.
أحمد درويش
0 التعليقات :
إرسال تعليق